عن المدون

My Photo
انا شخص بحثت عن الحقيقة الدينية مدة من الزمن بعد ان عشت عمرا تحت مضلة الدين الحنيف، ثم اكتشفت ان كل الذي عشته في ذلك الدين كان عبارة عن اوهام توهمها اشخاص لم ارهم ولم يروني ولا اعرف عنهم الكثير، مجرد انهم شخوص ذكروا قد يكون بمحض الصدفة او الخطأ المتعمد، فاصبحوا هم حياة الملايين من البشر الذين توهموهم انبياء والهة وغير ذلك

تعديل

تعديل

عن المدونة

Friday, May 12, 2017

أيام الإيمان والعمل العاطل

في احدى الأيام، كنت مسافراً الى بلد عربي مسلم لمسائل شخصية أقضيها هناك، وخلال إقامتي مدة في ذاك البلد، قررت في أحد الجُمع الذهاب الى المسجد وحضور صلاة الجمعة، خصوصا كوني كنت مسلم ملتزم بصلاة الجمعة فقط، وكنت دائما الذهاب الى الجامع أيام الجُمع لحضور وسماع الخطيب الذي يتلكم عن مواضيع قديم رثة قد قضى عليها الزمن وأتلفها غبار الايام والتهمتها رياح السنين، لكن كان ذلك مما لا بد منه، فقد إعتدنا على ذلك لأسباب قد تكون اجتماعية أكثر منها دينية، حيث كنت التقي دائما باصدقاء ما بعد الصلاة ونتحدث ونتناقش في طريق العودة، ونادراً ماكان لخطبة الجمعة تلك تأثير على نقاشاتنا، فكنا نتناقش في مواضيع أدبية أو سياسية أو إقتصادية، والدين غالبا ما يكون بعيداً لاننا وبمجملنا مؤمنون شكليون، لا نهتم فعليا بتوصيات الخطيب وصلاة الجُمعة فهي كأن شيئا لم يكن قتل للوقت وزيادة للملل، وعوداً على رغبتي الملحة في الذهاب الى الجامع ذالك اليوم وفي بلد أنا فيه غريب، قررت أن اجرب حظي وأسأل صاحب الفندق الذي كنت نزيلا فيه عن جامع قريب أستطيع الوصول إليه سيرا على الأقدام، حيث لم أكن مستعداً لدفع أي مبلغ لقاء توصيلة الذهاب والإياب الى الجامع، وأتضح أن صاحب الفندق لا يصلي ولا يعرف أي جامع قريب، قررت بعدها الخروج وسؤال أصحاب المحال القريبة من الفندق عن مرادي، حيث يتردد صوت القرآن والاذآن وغير ذلك بين الفينة والأخرى، وخلال ذلك وبعد جهد دلني أحدهم على مكان أحد الجوامع القريبة من المنطقة، وبصراحة لم أستطع تمييز المكان الا أن الصوت العالي هو ما دلني أكثر على المكان، وحين وصلت الجامع، لم أجد المدخل وبقيت أبحث عن مدخل للجامع الإ أنني لم أجده فقررت الوقوف وأنتظار الاشخاص الذين سيأتون الى الجامع ثم اٌتابعهم وأدخل معهم، حيث لم أنتظر طويلا فظهرت مجموعة من المصلين، وفتحوا الباب الخارج ودخلوا فدخلت معهم واذا بالجامع يقع في الطابق الثاني وكأن الطابق الاول بيت أو شيء مشابه إلا أنه لا يوجد دلالة على الجامع ولا علامة أو رقعة، ولا حتى باب مفتوح تسطيع أن تستكشفه بنفسك وعلى ما يبدو فكان ذلك جامع مناطقي لا يعرفه أو يصلي فيه سوى أهل ذاك الحي أو المنطقة، على أية حال دخلت الجامع مع البقية، وكعادتي كنت اُحب الإتكاء إلى حائط أو إحدى دعامات المسجد وأستغرق في أفكاري أو في نعاسي، فدائما الخُطب والمواعض التي يطرحها خطباء الجوامع أيام الجُمع مملة ومكررة ولا يستفاد منها أحد لكن الحضور واجب، فأتكئت على إحد دعامات المسجد بنتظار الخطيب ان يبدء خطبه، وما لبث أن بدء وبلهجة بعيدة عني نوعا ما إلا انني أفهمها جيداً.
بدأ الخطيب الخطبة الرنانة والتي لا أذكر منها شيء لا الأن ولا حينها، وبعد برهة بدأتُ بالنعاس -كالعادة- والتثاؤب، ولكني مقاوم اُحاول أن أفتح عيني ثم ما تلبث أن تنغلق رغبة بالنوم وهروباً من الملل القاتل، ثم تفاجأت بأن الخطيب قد خرج عن موضوع الخطبة على ما يبدو وهو يكرر - خليك معانا يا أبني - لا اذكر صراحة كم مرة كان قد أعاد وكرر تلك الجملة إلا أني أستغربت أن جميع الحضور مستديرون ويرمقونني بنظرة غريبة، وهم في تلك الحالة ينظرون إليّا بدلاً من النظر إلى الخطيب، وأنا مُغلق العينين تقريباً وأحاول بشدة أن أفتح عيوني ولكن النعاس يغالبُني، إلا أن تلك النظرات بدت غريبة جداً مما جعلني أبتعد عن النعاس قليلا وأنتبه لما يدور حولي فنظرات الحضور وتكرار الخطيب جملته - خليك معانا يا أبني - لم تكن شيئاً عادياً حينها، ولم اُصدق حينها أن الخطيب يحاول أن يخاطبني شخصياً ويقض عليا نُعاسي وغفوتي. حاولت الإستدارة لأنظر عله قد يكون شخص خلفي ما يقصده الحضور بنظراتهم والخطيب بكلامه، ولكن لا يوجد سوى أنا وتلك الدعامة، واذا بالخطيب يقولها صراحة مجددا وهو يشير بيديه اليّا بقوله مجدداً - خليك معانا يا أبني - فأومأت له بيدي إلى صدري في محاولة مني الى أستنكار أنه يقصدني واذا به يقول أنت أجل يا أبني خليك معانا، تلك التجربة جعلتني أضحك كثيراً إلا أن الخجل كان سيد الموقف فأنا غريب وفي مكان لا أعرفه ولا أعرف فيه أحد والجميع ينظر اليّ بستغراب، وكأنني قد فعلت جرماً، فتداركتُ الموقِف وتقدمت إلى الأمام قليلاً في محاولة لتغيير مكاني علّ النعاس يغادرني قليلاً فلا أسمع الإمام وأنتهي من نظرات الحضور، إلا أنه لم يُغادرني بسهولة فتظاهرتُ بالعطاس، وقررت الخرج من الجامع فقد تكون النهاية أكثر سوءاً وينزل الخطيب من المنبر، بعد تلك التجربة قررتُ أن لا أدخل أي جامع وأنا مسافر فقد تكون النهاية مأساوية فتلك من اسوء التجارب أيام الايمان والعمل العاطل:15:.