تحياتي وبعد،
قد يكون اسم الموضوع غير منطقي لكنه واقعي جدا، يا سادة العراق هذا البلد المنهار اقتصاديا واجتماعيا ودينيا وعلى رأس جميع الانهيارات امنيا، وله السبب الاخير، فقد امسى المجتمع العراقي مجتمع يتعاشت الواقع بكل تفاصيله، ومن ضمن هذه التفاصيل التي يعيشها العراقيون كل يوم، هي مآسي الاخوة المسلمين الذي يجاهدون بدماء الابرياء ايا كان، ويفتجرون انفسهم وسط الابرياء في مشهد يتكرر بشكل يومي في هذا البلد المنهار، لذا اصبح التعبير عن الانتحاريين وافعالهم بفتاوهم الدينية التي تقول ان الذي يفجر نفسه سيذهب الى الغداء او العشاء مع الرسول، وطبعا وحسب وقت تفجير الانتحاري نفسه، يكون وقت الوجبة، وعليها تجري التسمية، وفي بعض الاحيان، يفجر هؤلاء المجرمون انفسهم صباحا، وعليه تصبح الجملة الشهيرة (رايح يتريك ويا الرسول) بالعامية العراقية، وهي انه ذاهب يتناول فطوره مع الرسول، كناية عن المجرم الاكبر محمد.
الى ذلك فالجملة الاكثرة شهرة هي (رايح يتعشى مع الرسول) والتي قد تقال لجميع الذي يفجرون انفسهم في جميع الاوقات، فضلا عن هذه الجملة الشهيرة، فالعراقيون يستعملونها في ما بينهم وفي حديثهم اليومي عن الحوادث التي تحدث هنا وهناك للتعبير عن تفجير انتحاري، ومنها كذلك هناك العديد من المصطلحات التفجيرية القاتلة التي دخلت المجتمع العراقي واصبحت جزء من الكلام اليومي الذي يتحدث به العراقيون، فكما هو معروف ان العبوات الناسفة تفجر بشكل يومي وبشكل كبير جدا في الاحياء والشوارع والسيارات وغيرها، وعليه تحول اسمع العبوة الناسفة الى اما (طكت عبوة)، اي انفجرت عبوة ناسفة، او للتعبير عن انفجار سيارة مفخخة بمصطلح (ناسفة)، ومن هذه المصطلحات ما اصبح له صداه الاجتماعي، فعندما تفجر العبوة الناسفة تبعثر كل شيء بشكل عشوائي نتيجة الانفجار، حتى غدى العراقيون يدعون عن المكان المبعثر وغير المنظم ويشبهونه بأنه قد انفجرت فيه عبوة ناسفة، لشدة التبعثر وسوء التنظيم.
كل هذا واكثر يا سادة غدى جزء من الحياة اليومية التي يعيشها الناس والابرياء بسبب الدين الاجرامي الذي يحث على قتل النفس وقتل الناس، لاسباب الاهية غبية لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن تجار الدين هم المستفاد الاكبر من مآسي الشعوب التي تقتات على فتات الحياة التي تخلفها الاديان.