عن المدون

My Photo
انا شخص بحثت عن الحقيقة الدينية مدة من الزمن بعد ان عشت عمرا تحت مضلة الدين الحنيف، ثم اكتشفت ان كل الذي عشته في ذلك الدين كان عبارة عن اوهام توهمها اشخاص لم ارهم ولم يروني ولا اعرف عنهم الكثير، مجرد انهم شخوص ذكروا قد يكون بمحض الصدفة او الخطأ المتعمد، فاصبحوا هم حياة الملايين من البشر الذين توهموهم انبياء والهة وغير ذلك

تعديل

تعديل

عن المدونة

Wednesday, August 31, 2016

الكُفرَ

يقول القصيمي في كتاب ايها العقل من رآك
"إِنّ الكُفرَ عَمليةٌ شَاقةٌ معقدةٌ ، و ليسَ كلاما ً، إنّه مَوقفٌ نَفسيٌ و فكريٌ و أَخلاقيٌ"
وعن هذا سأكتب الكثير، فهو في الحقيقة موقف تقفه لنفسك ولفكرك واخلاقك، وتقفه لكل المظلومين بالايمان الاعمى، والتقليد والسجود الفكري للا شيء، فالموقف هو من الثوابت التي على كل من يكفر بشيء ان يقفه، ضد كل ما كفر به، لانه بكفره بذلك الشي موقف يقفه من ذلك الشيء
الكفر عملية شاقة، فقد اخذ مني الكفر سنوات من الشك واشهر من النزاع، انه بالفعل عملية معقد، انك تولد وتعيش وتتربى على دين ثم يأتي اليوم الذي تكفر بهذا الدين، ولا احد يعرف بهذه المشقة الا الذين مروا بهذه التجربة، وانا اعتبرها تجربة جميلة، فهي كالولادة من جديد، انت تولد من جديد بشخصك ذاته مع شيء مختلف هذه المرة، فانت تنظر الى الناس بشكل مختلف، وتفعل الاشياء الان بصورة مختلفة، لا تفكر بعد ذلك اليوم بما كنت تفكر به قبل ذلك، حول الحياة والناس والمجتماعات، تصبح مقبل للحياة بشكل اكبر، تحبها وتعيشها حتى الهواء يصبح نقي اكثر ومبهج بشكل اكبر
وتقف وتأسف على الاخرين الذين يشعرون انهم يتمتعون بالايمان، فهم لا يعرفون طعم الحرية وطعم الكفر كي يعرفوا طعم ايمانهم، وهذا من الغرائب حقيقة، اذ انك ترى المؤمن يتلذذ بقراء قرآنه ويتحمس لفعل الامور التي قيل له انه رسوله قال افعلوها، الا ان هذا المؤمن لم يعرف طعم شيء اخر غير الايمان، فمعظم هؤلاء المؤمنين هم مؤمنون بالوراثة وليس بالقناعة، وعليه فانهم لم يأتوا من شيء اخر الى الايمان كيف يعرفوا طعمه ويذوقوا حلاوته، على العكس من الذي يكفر وعلى النقيض من المؤمن بعد الكفر فكلا هؤلاء يعرفوا طعم الاشياء بشكل مختلف، وامثل ذلك بالمدخن؛ فالمدخن يستمتع بالدخان وبالسكائر كالمؤمن مدمن على فعل الاشياء، لكن اسأل هذا المدخن بعد تركه للتدخين كيف يرى الامور، فسيقول لك انك لا تعرف معنى الصحة ولا النوم ولا المذاق وغيرها الا بعد ان تترك التدخين فيصير للاشياء طعم مختلف ورائحة مختلفة، فدخان السكائر ورائحتها اقوى من كل الاشياء الاخرى فيضيع معها ولا يعرف المدخن الاستمتاع بهذه الروائح والاطعام الا بعد ما يفارق التدخين حيث يبدأ جسده بتحسس وتلمس وتقبل الاشياء بصورة مختلف، وهذا هو حال الكافر بعد الايمان لا يعرف طعم الحرية الا من كفر بعد الايمان، فالكافر هنا هو من تحرر من قيود الدين ولم يعد يشكل اي فرق عنده انك يكون هناك عذاب ام لا، فذاك ما قد تجاوزه بكفره بعد الايمان، فيبدأ بالتعامل مع الاشياء بصورة مختلفة، ومن ابرز ما يتحسسه الكافر هو حرية التفكير والعقل، اذ ان الدين يمنعك من التفكير ومن ممارسة حريتك الفكرية فهي تتنافى مع مبادئ الايمان بالدين، وتتنافى مع السجود الفكري لافكار الدين وممارساته



صفا علي

No comments:

Post a Comment